الأحد، 25 مارس 2012

ميزان الصحة العقلية :

إن للإنسان ثلاثة أبعاد ،بعد جسماني وبعد نفساني وبعد عقلي ،ولكل بعد من هذه الأبعاد مزاج للصحة والمرض.

* أما الصحة الجسمية فمزاجها الصحي يعرفه الأطباء بالمعاينة السريرية والفحوصات والتحاليل المختلفة،بحيث أن أي انحراف في هذا المزاج يشخصه الطبيب على أنه مرض جسماني يحتاج إلى العلاج .

* والصحة النفسية كذلك لها ميزانها الخاص الذي يعرفه أطباء النفس المتخصصون على أساس العوارض السلوكية والأحوال الشخصية للإنسان،وأى اختلال في هذا المزاج في السلوك أو الأحوال يتم تشخيصه على أن صاحبه مريض نفسيا .

** وكذلك الصحة العقلية التفكيرية ،فلها ميزانها الخاص الذي يعرفه الحكماء ،وهو الميزان العقلي البرهاني الذي ثبت في العلوم عصمته وحجيته الذاتية وولايته على سائر المناهج والعلوم الأخرى.
فأى تفكير ينحرف عن هذا الميزان القويم أو يخرج من تحت ولايته فهو تفكير سقيم،وصاحبه مريض عقليا،وينبغي التعامل معه بعد تنبيهه على هذا الأساس .

والمريض كسائر المرضى لا يشاور ولا يستعلم رأيه في العلاج،وإنما ينصح بالتداوي والالتزام بأوامر الأطباء،لأن هذا يصب في مصلحته.
كذلك أصحاب المناهج المنحرفة عن المنهج العقلي ،لا يشاورون في المسائل العلمية ،ولا ينبغي أن نضيع أوقاتنا معهم في قراءة أفكارهم أو التعرف على آراءهم الفلسفية أو الاجتماعية أو السياسية،لأنها كلها في حكم الهذيانات المترشحة من خيالهم المريض.
فهؤلاء ينبغي التعامل معهم تعامل الطبيب مع المريض بكل شفقة وعناية بعد أن ينبهوا على فساد مزاجهم المعرفي وسقم منهجهم التفكيري،والسعي بعد ذلك لإرجاعهم إلى المزاج الصحيح والمنهج العقلي السليم .

الدكتور الشيخ / أيمن المصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق