الأربعاء، 21 مارس 2012



باحث عراقي: شكسبير أخذ (روميو وجوليت) من بلاد الرافدين

يقول الشاعر الفرنسي الكبير أراغون: (لو وقف رجال الكرة الأرضية جميعا لمدة خمسين عاما متصلة.. يعتذرون للنساء عما فعلوه بحقهن على مدى التاريخ.. لما كان كافيا).. فيما يقول المثل السومري: (لا تقل لها… كل ما هو رديء هو نتيجة عملك).. هكذا انطلق الشجن في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عصر الاثنين 5/3/2012 للاحتفاء باليوم العالمي للمرأة.
وأكمل ما انطلق به الشاعر إبراهيم الخياط الذي أدار الجلسة المعنونة (مكانة المرأة في بلاد الرافدين) وحاضر فيها الأستاذ آشور ملحم.. أكمل قائلا: إن الرقي الذي وصلت إليه التشريعات والقوانين في بلاد الرافدين لم تصل إليه أمة من الأمم القديمة.. بل ونجد اليوم تخلف في معظم القوانين والتشريعات مقارنة ببلاد الرافدين.
ففي 8 آذار 1908 خرجت الآلاف من عاملات النسيج في نيويورك وهن حاملات الخبز اليابس والورود في احتجاج أسمينه (خبز وورد) وطالبن:
1/ تخفيض ساعات العمل.
2/ وقف تشغيل الأطفال.
3/ منح النساء حق الاقتراع.
وبعد تعريف برحلة الأستاذ آشور ملحم البحثية والعلمية انطلق بالحديث عن محور المحاضرة وعن مكانة المرأة في بلاد الرافدين إذ كانت هي من اكتشفت البذور والحبوب بحثا عن الطعام وهي من سهرت على النار الأولى وعجنت الفخار وشوته واكتشفت ما تهيؤه النار من نكهة في الطعام، وقد خبرت البحث في الحشائش والنباتات البرية واليرقات والحشرات عن الدواء، وغزلت وحاكت فتوجت فيما بعد بآلهة الغزل والحياكة.
وأكمل آشور بأن المرأة هي الكيميائية والكاهنة والعرافة والساحرة الأولى.. فصنعت الخبز وابتكرت صناعة الخمور وعرفت كأول آلهة للمشروبات الروحية وتلقبت باسم (نِن كاشي) أو (نِن كاسي) بمعنى سيدة البيرة.. وهذا يعني أن ابتكار صناعة الخمور ومهنة التخمير وصناعة البيرة كان من عمل المرأة وهذا بدوره دفعها للقيام بصناعة الأواني الحجرية ومن ثم الفخارية الدائمة لحماية السوائل والمواد الغذائية، وكانت إجازة بيع الخمور وفتح الحانات لبيع المشروبات الروحية من حصة المرأة فقط.
وأكمل آشور رحلة بحثه الشيقة مستعينا بعرض صور توضيحية عبر (الداتا شو) ليؤكد أن المرأة في بلاد الرافدين قد حفرت التربة وكانت سببا في الانتقال من مرحلة جني البذور إلى الزراعة ومن مرحلة الصيد إلى التدجين حيث كان لها الدور المميز في التدجين بسبب الطبيعة الغريزية للمرأة في ميلها لاحتضان صغار الحيوانات بعد مقتل أمهاتها، فكانت الحاضنة والمربية لها، وبذلك أصبحت المنتج الإيجابي في التحول من الاقتصاد الاستهلاكي إلى الاقتصاد الإنتاجي (اقتصاد الوفرة والفائض)، ويقول آشور.. لم تقتصر مهمة النساء على هذه الأعمال فقط، إنما أخرجن الحياة الجديدة من أحشائهن، فإن سحر الولادة أدهش ومس شغاف رجل ذلك العصر.
إذ تشهد الفنون الإنسانية جميعا، وكأنما هناك عقل جمعي وحد البشرية في الرؤية والتحليل متيقنا بأهمية خصوبة المرأة.
ويضيف آشور إن كل هذه الأعمال والمميزات التي اتصفت بها المرأة منحتها مكانة ومركز هامين في حياة ذلك المجتمع، فكانت الأم الأولى للبشر، وأم الآلهة متمثلة بالآلهة (تياميت)، والأم البدائية التي شطرها الإله (مردوخ) وخلق منها الكون وما يحتويه.
وأردف قائلا إن أشهر النساء اللواتي ذكر أسمائهن في النصوص السومرية هي (شارا بارا) ويعني السيدة الكاتبة، ويتميز العصر الآكدي بظهور متميز للمرأة من خلال (انخدوانا) ومعناها زينة السماء وكانت شاعرة ومرتلة في معبد (سين) ولها أكثر من 48 قصيدة واشتغلت في الفلك والرياضيات ولديها بحث عن الحب والانتقام.
واختتم آشور المحاضرة بالحديث عن أول قصة حب عذري في بابل بين (بيرم الشاب وتسبا الشابة) والتي أخذها شكسبير وغير فيها الأسماء فقط وأخرجها بـ (روميو وجوليت).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق